ایران: طریق الدیمقراطیة في حقل من الالغام

رفسنجاني: أقاله الشعب من المجلس النیابي أم إستقال؟

عندما كانت الملایین من البشر من جمیع الفئات الاجتماعیة فی ایران تهتف، فی عامي 1978- 1979، بسقوط الدكتاتوریة و تطالب بالاستقلال و الحریة و العدالة الاجتماعیة لم یكن احد یتصور ان طریق الانقاذ ستكون ملغومة و مشحونة بالمخاطر الی هذا الحد؛ كما لم یكن یخطر ببال احد ان المناداة بالجمهوریة الاسلامیة، بكل ما فیها من ابهام و التی فرضها الخمینی، ستكون لها عواقب لن یتخلص منها الشعب حتی بعد اكثر من عشرین عاماً.

الاحداث الخطیرة التي تشهدها ایران هذه الایام و الصراع علی السلطة بین ما یسمی بالمتشددین و بالاصلاحیین و التهدیدات بالاغتیال و القمع و بالانقلاب العسكری و سن القوانین التی من شأنها ان تحدّ من الهوامش البسیطة أصلاً لحریة التعبیر؛ هذا كله یذكّرنا بما حصل منذ وصول الخمینی الی الحكم و اصراره علی ان یبقی هو و اتباعه من رجال الدین اسیاد الموقف و لیس غیرهم و ان تكون بیدهم حصراً كل مقالید الامور. انهم استخدموا لتبریر هذا الموقف كل ما كان فی متناول ایدیهم من المخزون التاریخی الدینی و الاساطیر و الاوهام و كذلك من التجارب الشعبویة التي أظهر بعض رجال الدین براعة مطلقة فیها كما استخدم الخمیني و اتباعه من الاسالیب القمعیة القروسطیة و الحدیثة و بدون تحفظ و احراج كي یثبّتوا اركان نظامهم.

ان من یتابع اخبار ایران فی الصحف من بعید، لایمكنه ان یتصور حقیقة ما جری و یجری هناك و لا یمكنه ان یلمس المأساة الیومیة التی یعیشها الناس طوال العشرین عاماً الماضیة. ان الشعارات البراقة و المزاودات لتحریر فلسطین و معاداة الصهیونیة و الامبریالیة و التظاهر »لمصلحة المستضعفین فی الارض« و لاستقلال الشعوب الخ، لیست الا ضرباً من الدعایات السیاسیة هدفها تجهیل الشعوب المغلوبة علی امرها، الامر الذی ینطبق علیه المثل الفارسی القائل ان »نغمة الطبول حلوة لكن من بعید«. فالآلاف من الأسئلة الحقیقیة التي تتعلق بالواقع المعاش، لم تجد ردوداً حقیقیة و شافیة علیها و طبیعي اذن ان یفتش الناس عن السبب الاساسي لبؤسهم و عمّن هم وراء هذا البؤس. هناك أسئلة حقیقیة و لكن ینقصها اجوبة حقیقیة.

و خلال 22 عاماً من تجربة النظام »الجمهوري الاسلامي« واجه الناس حقائق زادت في وعیهم و علمتهم أنه هناك فرق شاسع بین مایقال و ینقل عن الدین و ما ینفّذ علی الارض. و من المفارقة أن نتذكر أن هناك في الادب الفارسي  و في الثقافة التاریخیة الایرانیة أمثلة عدیدة عن عدم الثقة الذي كان یسود دائماً علاقة الناس برجال الدین. و عندما یهدر المال هباءاً و بدون جدوی یقال فیه أنه أصبح »ملّا خور« (اي أكله رجال الدین)!

و مثال آخر من الشاعر سعدي الشیرازي في كتابه »گلستان« (جنة الازهار) حیث یشكو و یحتج:

»ان رجال الدین یعلّمون الناس الزهد بالدنیا / في الوقت الذي یقومون هم فیه بكنز الفضة و الحنطة«،

و حافظ الشیرازي یقول أیضاً في نفس الاطار في دیوانه:

»هؤلاء الوعّاظ الذین یستخدمون ألف حیلة من علی منابرهم بغیة استقطاب الناس حولهم/ یقومون في خلوتهم بأفعال اخری«.

و الشاعر الرحالة »ناصر خسرو« صاحب »سفر نامه« یقول:

»هربت من أیدي الشاه و لجأت الی الشیخ/ لكنني كنت كمن یهرب خوفاً من النمل الی فم ثعبان«

هكذا فعل الایرانیون في صراعهم مع الحكم الشاهنشاهي المستبد إذ و رغم كل تلك التجارب التاریخیة التي كانت تختزنها ثقافتهم و أمثالهم الشعبیة، لجأوا الی رجال الدین و وثقوا بخطبهم المشحونة بالعواطف و التحریض الدینی، و السبب أن الشاه قام باغلاق جمیع النوافذ الفكریة و عطل النشاطات الاجتماعیة باستثناء الجوامع و المراكز الدینیة خوفاً منه علی نظامه من الخطر الشیوعي. اما الشعب، فلم یكن أمامه خیار الا القبول ببدیل لم یكن لدیه اي برنامج سیاسی و اجتماعی محدّد. فالغالبیة الساحقة من الشعب بایعت الخمیني لا حباً بالجمهوریة الاسلامیة بل عداءاً للشاه و من كانوا وراءه من القوی الدولیة. لكن ما رآه الایرانیون و عاشوه خلال أكثر من عقدین من الزمن ازال الكثیر من الاوهام و حسن الظن تجاه الحاكمین الجدد. ففي البدایة كان كل شیئ یتم حسب »واجب شرعي«، من القتال علی جبهات الحرب الی التصویت في الانتخابات، و المشاركة في المظاهرات و الادلاء بأي معلومات عن تحرك المعارضة. فالخمیني كان یفخر بأن جهازه الامنی الاسلامی یتشكل من 36 ملیون نفر مستعدین للوشایة بالمعارضین و لو یكونوا من ابنائهم...!

و یتذكر الناس حملة التجنید في المساجد و في كل انحاء ایران تحت شعار »كل یوم عاشوراء و كل ارض كربلاء«  حیث أدی ارسال الشباب و حتی اطفال المدارس الی الحرب مع العراق الی قتل عشرات الآلاف منهم دون جدوی. كما یتذكرون آیة الله علي مشكیني (و هو من كبار رجال الدین) و هو یخطب في الذاهبین الی میادین القتال و یحرّضهم و یبشرهم برؤیة الامام الغائب حینما یظهر في ظلام اللیل لیساعدهم في المعارك و یقول »أنا أفتخر بشاب منكم یأخذ معه آلة تصویر لیلتقط صورة لإمام الزمان المهدي المنتظر«!

في قدیم الزمان كان طلاب العلوم الدینیة معروفین بفقرهم و زهدهم و تدینهم، اما الان فكل الناس یعرفون ان رجال الدین ما ان وصلوا الی السلطة حتی قاموا بجمع الاموال لحساباتهم الشخصیة و لعائلاتهم. و خیر مثال علی ذلك تحذیرات و استنكارات من ولي الفقیه نفسه بانه علی رجال الدین ان یكونوا كالآخرین و ان لا یكون مستوی معیشتهم اعلی منهم، بصرف النظر عن أن موقفه هذا لم یكن سوی لامتصاص النقمة.

و هناك أمثلة اخری نشیر الی بعضها باختصار شدید:

- الوضع الاقتصادي المتدهور الذي استفاد منه كبار التجار في »البازار« و الذین كانوا دائماً سنداً لرجال الدین و الیوم یشكلون الجناح المتشدد المسمی بمناصري الفقه التقلیدي. هؤلاء هم المحتكرون الذین استفادوا من التضخم الهائل الذی تعاني منه غالبیة الشعب،

- قضایا العمال و  انتشار البطالة تصل نسبتها الی 13 بالمئة بشكل عام و في بعض المناطق الی 18 بالمئة حسب الاحصاءات الرسمیة.

- وضع المرأة و معاناتها الیومیة، علی جمیع المستویات.

- قضایا الشباب و حاجاتهم و تطلعاتهم.

- قضایا المدارس و الجامعات، و تطلعات المثقفین و الآلاف من القضایا الاخری التي أصبح حلها اكثر تعقیداً من ذي قبل.

كان یكفي ان یمرّ عشرون عاماً حتی یتولد لدی الناس نفور و نقمة تجاه الذین حكموا ایران من رجال الدین و اتباعهم. و كلما تسنح للشعب فرصة أظهر معارضته للذین حكموه رغماً عنه. ففي كل مرحلة انتخابیة و رغم كل العوائق التي اقیمت في الطریق لمنعه من ابداء رأیه الحقیقي حاول أن یؤثر في مصیر حیاته إما بعدم المشاركة و الرفض او بترجیح السیئ علی الأسوأ و كأي سجین یخطط و یقبل بسجّان یكون أقل بأساً و شدة، قبل الشعب بمجیئ مسؤول كان نوعاً ما متفهماً لمشاكل الناس و هكذا نجد انه في بعض الدورات الانتخابیة للمجلس النیابي الایراني كان رفسنجاني علی رأس لائحة الفائزین و الیوم لم یجد له أي نصیب الا بعد ثلاثة أشهر من التزویر في صنادیق الاقتراع. لقد استخدم نفوذه في مجلس صیانة الدستور لیعید عدّ الاصوات ثلاث او اربع مرات و حیث قام المجلس بالغاء اكثر من 700 الف من الاصوات و قدّم و أخّر مرشحین آخرین لیتسنی لرفسنجاني ان ترتفع مرتبته في قائمة الفائزین و یصبح الفرد العشرین بدلاً من الثلاثین لیكون بامكانه، كما كان یحلم، ان یصبح رئیساً للمجلس النیابي. و خلال هذه الفتره من الاشهر الثلاثه (بین یوم الانتخابات و اعلان النتائج!) قام رفسنجانی بالمستحیل و وراءه كل المحافظین المسیطرین علی مجلس صیانة الدستور و القوة القضائیة و الحرس الثوري و ... و لكنهم لم یتمكنوا من انقاذ ماء وجه رفسنجاني. و لم ینفعه قیام لجنة من مجلس صیانة الدستور بتصفیة المرشحین غیر المرغوب فیهم قبل الانتخابات، كما لم ینفعه اغلاق اكثر من 15 صحیفة اصلاحیة ...

لم یترك العلماء و الفقهاء من رجال الدین أیة خدعة الا قاموا بها لتحقیق غایاتهم، كما ارتكبوا جرائم بحق المعارضة من اغتیالات و اقامة محاكم تعسفیة و ذر الرماد في عیون الناس. لقد عاش الناس بشكل یومي تجارب التأرجح بین هذا الوهم و ذاك، أو التخلص من أوهام كانوا قد عاشوها. إن دینامیكیة الحیاة الیومیة هذه اعطتهم وعیاً جماعیاً تجلی في معاقبة رفسنجاني و امثاله. و الشیخ علی اكبر هاشمي رفسنجاني الذي كان الرجل القوي طوال 22 عاماً بما فیها أثناء عهد الخمیني، و الذي أقام الدنیا و لم یقعدها لیدخل المجلس بعد تزویر لم یسبق له مثیل حتی في ایام الشاه، اضطر أن »یستقیل« من عضویة المجلس النیابي، الا أنه لم یتمكن من أن ینقذ نفسه و نظامه من العقاب الشعبی. لقد تمسك بكرسی المجلس النیابي لیمنع طرح قضیة الاغتیالات ضد المعارضة و المثقفین في الداخل و الخارج و لیمنع ایضاً التحقیق في اسباب استمرار الحرب الایرانیة العراقیة 5‏ سنوات بعد استقرار القوات العراقیة علی الحدود الدولیة و كذلك التحقیق في قضایا عدیدة اخری كان رفسنجاني العنصر القیادي و المؤثر فیها، لكن النتیجة جاءت عكسیة. هدم رفسنجاني بذلك ما تبقی من مصداقیة لمجلس صیانة الدستور و لولي الفقیة الذي أید النتائج المزورة... لقد استقال من كان الاصلاحیون یعتبرونه آخر رصاصة في جعبة المحافظین لیكون عضواً في البرلمان و رئیساً محتملاً له و من غیر المستبعد ان یستقیل من رئاسة مجلس تشخیص مصلحة النظام أیضاً، لكن الصراع علی السلطة بین أجنحة النظام لن ینتهي بسهولة ناهیك عن الصراع المحتدم و الاساسي بین الشعب و الذین حكموه طوال 22 سنة الماضیة.

و جدیر بالذكر أن الطلاب المتظاهرین في جامعة طهران كانوا یرددون عشیة قراره بالاستقالة هذا الشعار: »آزادی اندیشه/ با هاشمي نَمیشه« (حریة الفكر مع هاشمي رفسنجاني امر محال). فهل أصبحت له آذان صاغیة؟!

--------------------------------------------------------

كاتب ایراني

 

 

الاحتجاجات الطلابیة في ایران

(خلفیاتها التاریخیة و أصداؤها المتواصلة)

تراب حق شناس❊

ان المظاهرات و الاحتجاجات الطلابیة التی بدأت منذ الخمیس 8‏ تموز (یولیو) في جامعة طهران رداً علی اقتحام قوی الامن الداخلي للحي الجامعي (في امیر آباد، شمالی طهران) و استمرار الاعتصامات و الاستقالات الجماعیة لهیئة ادارة الجامعة و تضامن الحركة الطلابیة في بعض المحافظات خاصة في تبریز و انعكاس تلك التطورات علی الوضع السیاسی في ایران، و قمع تلك الحركة في 14 تموز (یولیو) تذكرنا بما لهذه الجامعة و للحركة الطلابیة عموماً من تاریخ حافل بتطورات و تقالید نضالیة عریقة في تاریخ ایران الحدیث.

 

بین الحداثة و السلفیة

الجامعة مهد الحداثة: تأسست جامعة طهران بهیكلها الحدیث عام 1935، و كانت بعض المدارس العلیا قد انشئت في فترات سابقة. و كان من بین الاسباب التي دعت حكومة رضا شاه (1925-1941)  الی الاسراع الی تأسیس جامعة طهران أن الطلاب الذین كانوا یذهبون الی الخارج و بمنح دراسیة من قبل الحكومة نفسها كانوا »یعودون بأفكار بلشفیة« (كما شكا من الامر رضا شاه نفسه). كانت الجامعة مرآة للتطورات و النقاشات و التطلعات التی تسود البلاد في مختلف المراحل. فأثناء الحرب العالمیة الثانیة و بعدها (أی في الاربعینات من هذا القرن حتی سقوط حكومة محمد مصدق عام 1953) أي حینما كانت ایران تعیش نوعاً من التعددیة و اللامركزیة و لم یكن للحكم في طهران امكانیة قمع المعارضة كما حصل في الفترات اللاحقة، كانت الجامعة مسرحاً للافكار و النقاشات المتباینة فكنت تری ممثلین لجمیع التیارات الناشطة في ساحة المجتمع آنذاك، سواءً بین الاساتذة او الطلاب، من الملكیین و الاقطاعیین و انصار العلاقات الوثیقة التقلیدیة مع »بریطانیا العظمی« و الغرب، الی الشیوعیین (حزب توده و انصاره) و المعادین للفاشیة (تقدمیین و علمانیین) و الی القومیین المتطرفین (حزب سومكا المنادی بالعنصر الآري) و الجبهة الوطنیة مروراً بتیار »احمد كسروي« (المؤرخ و اللغوي و المنتقد للطقوس الدینیة و الصوفیة) و بعض الاصلاحیین الدینیین (مثل المهندس مهدی بازركان أو الشیخ شریعت سنكلجي، الذي یمكننا مقارنته بمحمد عبده و رشید رضا) و الجماعات الدینیة المتطرفة (مثل فدائیي الاسلام). و تشكل هذه التیارات جذوراً للعدید من التیارات الفكریة و السیاسیة التی تشكلت في الفترات اللاحقة حتی الیوم. فجامعة طهران ظلت و تظل المرآة و المختبر و الورشة في آن واحد لایران الغد كما بقیت مركزاً للاحتجاج و المقاومة ضد كل ما یمس الحریات و التطلعات المستقبلیة. و تتوجت هذه المرحلة بالتطورات الدراماتیكیة و الاحداث الهامة مثل مشاركة حزب توده في الحكومة (1946)، سقوط الجمهوریة الكردیة في مهاباد و انسحاب القوات السوفیتیة من آذربایجان و الاغتیالات العدیدة مثل اغتیال الجنرال »رزم آرا« رئیس الوزراء (1949)، و ضمن هذا السیاق وصل الدكتور محمد مصدق، رئیس الكتلة الوطنیة في المجلس النیابي، الی الحكم لیجعل من اولی مهماته حل مشكلة البترول مع بریطانیا و تأمیمه. فآیام حكمه تعتبر استمراراً للمد الفكري و السیاسي الذي كان یسود المجتمع الایرانی كما أنها كانت تجربة دیمقراطیة فریدة في تاریخ ایران التی كانت جامعة طهران مرآة و مختبراً لها.

اما الانقلاب علی مصدق و سقوط حكومته (1953) و قمع الیسار الذي كان یمثله آنذاك حزب توده (حزب الشعب) كان ضربة ألیمة للحركة الطلابیة و استقلالیة جامعة طهران بشكل عام. فادارة الجامعة برئاستها و اطاراتها كانت منتخبة حتی ذالك الوقت الا أنها أصبحت تحت سیطرة وزارة التعلیم و امرة الشاه نفسه. فبعد أقل من اربعة أشهر من الانقلاب، هاجم الجیش الحرم الجامعي و أطلق النار علی الطلاب المضربین الذین احتجوا علی النفوذ الامریكی في ایران و عودة الدكتاتوریة، و قتل ثلاثة من الطلاب بكلیة الهندسة في »16 آذر 1332« (7‏ دیسمبر 1953) و هذا الیوم أصبح رمزاً للنضالات الطلابیة ابان حكم الشاه و حتی الیوم. و بعد أن أوكلت ادارة صناعة البترول المؤممة الی رابطة من الشركات النفطیة الامریكیة و البریطانیة (الكنسورسیوم) عام 1955 قام الاساتذة و عددهم 11 (بینهم مهدي بازركان و یدالله سحابی) مع عدد من الشخصیات الوطنیة (بینهم علی اكبر دهخدا، صاحب اكبر موسوعة فارسیة) یصل عددهم الی 60، بتوقیع رسالة احتجاج الی المجلس النیابي ینددون فیها بتلك الاتفاقیة التي ذهبت بمكتسبات الشعب و بتأمیم البترول أدراج الریاح. فبالرغم من الاعتقالات بین صفوف الطلبة و فصل الاساتذه المحتجین ظلت جامعة طهران وفیة بدعم النضالات العمالیة و الشعبیة طوال الخمسینات و لم یتمكن نظام الشاه من اخماد الحركة في الجامعة بكل ما كان لدیه من البولیس السیاسی (السافاك) و رغم سیاسة الجزرة و العصا.

وفي اعوام 1960- 1963 اُرغم الشاه بعد مجیئ كندي الی الحكم في الولایات المتحدة بالسماح للمعارضة الوطنیة بالنشاط العلني و قام الشاه »بثورته البیضاء« و عملیة الاصلاح الزراعي فأصبحت الجامعة من جدید مسرحاً للمظاهرات و الاعتصامات و كانت حرب التحریر الجزائریة في تلك الایام في أوجها و مصدراً لاستلهام الشباب سواءً في الجامعات و في الثانویات و لعبت الحركة الطلابیة دوراً تعبویاً لمساندة التطلعات الوطنیة و الافكار الیساریة. ففي یوم »1‏ بهمن 1340« (21 من شباط (فبرایر) 1964) قامت قوات البولیس و الجیش باقتحام الجامعة مما ادی الی احتجاج رسمي من قبل رئیس الجامعة الدكتور احمد فرهاد. هذا الموقف الجريء لم یكن له مثیل منذ الاطاحة بحكومة مصدق و نص البیان التاریخي لفرهاد علی مایلي:

»الیوم، الاحد الاول من بهمن (21 شباط 64)، و في الساعة الحادیة عشر و الربع، قامت قوات من العسكریین و دون ان یكون هناك امر یقتضي تدخلهم باقتحام الحرم الجامعي و انهالوا علی جمع من الطلاب بالضرب. ان الجامعة تحتج رسمیاً علی هذا التدخل و تطالب الحكومة بفتح تحقیق حول الموضوع كما تطالب بمعاقبة المرتكبين. و طالما لسنا علی اطلاع علی نتیجة التحقیق، انني و عموم رؤساء الكلیات نعلن امتناعنا عن ممارسة العمل فی الجامعة. التوقیع رئیس جامعة طهران، الدكتور فرهاد«.

إن تراكم التجارب و الوعي ادی الی نهوض ثقافی و سیاسي فی الستینات و انتهی الی نشوء مجموعات ثوریة عدیدة قامت في السبعینات بالعمل المسلح علی غرار التجربة الكوبیة و الی تعاطف شعبي كبیر مع الحركة الثوریة فی فلسطین.

و فی السبعینات و بالرغم من المحاكمات و الاعدامات التي حصلت بین صفوف المثقفین و طلبة الجامعات كان الحماس المتزاید في مناهضة النظام ینتشر في المجتمع و استقطب حتی العدید من الشباب و الشابات المنحدرین من العائلات المیسورة و المشاركة في الحكم و مهد بدوره الطریق، الی جانب العوامل الاخری، لاسقاط النظام الشاهنشاهي في عام 1979.

 

ان مثل هذا المركز العلمي الحداثي، شأنه شأن العدید من جامعات العالم، كان منبراً و ساحة خلاقة للتحدیث و ذلك مالم یكن بامكان الاصولیین السلفین القابعین في الحوزات العلمیة بقم و مشهد و مدن اخری آن یقفوا أمامه مكتوفي الایدي. و جدیر بالذكر ان المؤسسة الدینیة الشیعیة نشأت كمؤسسة في عهد الصفویة قبل حوالي 300 سنة، و هي مؤسسة مستقلة مالیاً و كانت دائماً إما شریكة في الحكم او علی خلاف أو في منافسة معه. اي ان علاقة المؤسسة مع الحكم لم تكن كما هي الحال في بلدان السنة حیث تخضع المؤسسة الدینیة لحكم اولی الامر و طاعته. فمثلاً لا أحد یعلم من أین تجیئ المبالغ المالیة الهائلة التي یصرفها كبار رجال الدین في ادارة امورهم و توسیع نفوذهم سواءً كانوا في قم او النجف او ای مكان آخر. و الامر لیس جدیداً بل استمر علی نفس المنوال منذ قرون حتی الآن. انهم كانوا دوماً دولة داخل الدولة. فالمؤسسة الدینیة لم تكن تسیطر علی الاحوال الشخصیة و الحقوق الخاصة و العبادات فحسب، بل وصلت سیطرتها الی القضاء و التعلیم ایضاً تماماً كما كانت الكنیسة الكاتولیكیة في العصور الوسطی. الا آن رضا شاه الذی حكم ایران في فترة ما بین الحربین العالمیتین قام بتحجیم دور رجال الدین و رغم استغلاله لبعض المشاعر الدینیة في البدایة حاول و تمكن من اخراج رجال الدین من طور التأثیر الفعلي و من كبح جماح موسسة كانت تتطلع الی بسط سیطرتها علی الدولة. فبتضییق الخناق علی رجال الدین و حصر نشاطهم في الحوزات العلمیة (الدینیة) و تقیید تحركاتهم بتصریح حكومي حتی في ایام العزاء في شهري محرم و صفر و تحدید الذین لهم حق ارتداء زي رجال الدین، لم یبق لهذه المؤسسة الا ان تعیش علی هامش المجتمع و ان تتخبط في سلفیتها و تجتر محفوظاتها.

الا انه و بعد سقوط رضاشاه (1941) اتخذ الشاه الجدید محمد رضا سیاسة ارضاء و استمالة رجال الدین و التقرب منهم و فتح الطریق امامهم وذلك فی حربه ضد الشیوعیة و التیارات الدیمقراطیة العلمانیة و زاد الطین بلة عندما أید كبیر المجتهدین آیة الله حسین بروجردي الانقلاب علی مصدق و بارك عودة الشاه الی البلاد و كتب بعض رجال الدین كتباً و مقالات ضد الشیوعیة بینهم أحد أقطاب الهیئة الحالیة لمدرسي الحوزة العلمیة في قم آیة الله ناصر مكارم شیرازي، الذي حصل آنذاك علی الجائزة الملكیة لكتابه »فیلسوف نماها« (اشباه الفلاسفة). كما كان الشاه یحاول استعادة شعبیته عن طریق التمسك بالعقیدة الدینیة بل و حتی بالأفكار الخرافیة. فهو یكتب في كتابه »رسالتي من أجل الوطن« أنه نجی من أخطار ممیتة لانه رأی في المنام عباس بن علي و هو ینقذه بیده و الی غیر ذلك من الكرامات.

المهم ان الموسسة الدینیة كانت تستغل شتی الوسائل لاستعادة دورها بما فی ذلك التنافس مع الجامعات الحدیثة. اي انها كانت تنتقد الجامعة لابتعادها عن القیم الدینیة و في نفس الوقت كانت تستفید من بعض اسالیبها؛ فباجراء الامتحانات في اواسط الخمسینات ثارت ضجة كبیرة في النجف و هناك من یتذكر ان الصحف العراقیة كتبت بعناوین كبیرة آن »علماء الشیعة حرموا الامتحانات«. الا أن بعض رجال الدین الشباب دخلوا الجامعة و تخرجوا منها مثل »محمد حسین بهشتي« و »محمد جواد باهنر« و اضافوا علی عنوانهم كحجة الاسلام عنوان الدكتور ایضاً. و الاهم من ذلك قام آیة الله العظمی كاظم شریعتمداري بتنفیذ خطة نموذجیة لعصرنة الحوزة العلمیة في قم و ذلك بشراء فندق ضخم و تحویله الی مدرسة سماها »دار التبلیغ« و أدخل مواد دراسیة حدیثة و أجهزة عصریة لم یسبق لها أن كانت في متناول ید الطلاب. و جدیر بالذكر أن الجامعة كانت قد قامت من قبل بفتح كلیة تسمی »كلیة المعقول و المنقول« یكمن اختصاصها في التفقه في الدین و التاریخ الاسلامي حتی لایكون المجال مقصوراً علی الحوزات الدینیة و لكن النتیجة لم تكن مشجعة. كما استقطبت الجامعة عدداً من المجتهدین و المدرسین في حوزات العلمیة و عینتهم اساتذة في كلیات مثل الحقوق و الاداب بینهم محمود شهابي و الدكتور عمید و محمد مشكوة في الحقوق و آیة الله مطهري و سبزواري و آیتي في المعقول و المنقول و جلال همائي و فروزانفر في الآداب. كان ذلك في الستینات و السبعینات و قبل مجیئ الخمیني الی الحكم.

إن التنافس بین الجامعة و بین الحوزات الدینیة ظل قائما بالرغم من الموقف الذی اتخذه رجال الدین ضد الاصلاح الزراعي و ضد حق المرأة في المشاركة في الانتخابات في بدایة الستینات و ابعاد الخمیني الی تركیا و من ثم الی العراق و الخلاف بین بعض رجال الدین و حكم الشاه. فلیس من قبیل الصدف آن خریجي الحوزات الدینیة و علی رأسهم خمیني نفسه، ما أن وصلوا الی السلطة حتی قاموا بالسیطرة علی الجامعة و أقاموا هناك صلاة الجمعة و جعلوا من جامعة طهران منبراً رسمیاً لهم و لم تزل كذلك حتی الآن. إنهم طرحوا في البدایة شعار »وحدة الحوزة و الجامعة« و حاولوا عن طریق شخصیات مثل حجة الاسلام الدكتور محمد مفتح الذي كان خریج المدرستین أن یأخذوا مصیر الجامعة في قبضتهم و یغیروا الدروس و الاساتذه و المناهج كما یشاؤون، الا أن الامر لم یكن سهلاً فقاموا باقتحام الجامعات في كل انحاء ایران في 21 نیسان (ابریل) 1980 و كان القتلی و الجرحی و المعتقلین من الطلبة و الجامعیین بالآلاف و سموا هذه العملیه »الثورة الثقافیة« و كان الدكتور عبد الكریم سروش و صادق زیبا كلام ممن اسند الیهم تنفیذ هذه »الثورة«.

لقد تم إغلاق الجامعة لمدة ثلاث سنوات كما تم فصل الاساتذة الذین كانوا علی صلة بالنظام السابق، او الذین كانوا متعاطفین مع المعارضة الیساریة او الوطنیة، اما الذین كانوا یشكون في عقائدهم الدینیة و الذین كان بالامكان رصد نشاطاتهم و ممارسة الرقابة علیهم فقد تم ابقاؤهم بعقود مؤقتة قابلة للتجدید سنویاً. و كان للجان التزكیة المؤلفة من عناصر متزمتة الذین لیس لدیهم أیة مؤهلات علمیة الحق في التشهیر و التنكیل برجال العلم و الادب و فصلهم من خدمة الجامعة رغم أن بعضهم كانوا منذ عشرات السنین اساتذة او باحثین بارزین. و الآن یعیش الآلاف من الأساتذة و خریجي الجامعات الایرانیة في الخارج كلاجئین سیاسیین او مهاجرین.

اما المناهج الدراسیة الجامعیة و الثانویة فتم شحنها بمواد ذات طبیعة دینیة عقائد كانت او احكاماً او تواریخ. و هناك العدید من الطلاب و التلامذة الذین اعتبروا راسبین بسبب المادة الدینیة رغم أنهم نجحوا في جمیع المواد العلمیه. و وصل الامر الی أن رفسنجاني شكا مرة في خطبة یوم الجمعة من الافراط في الأسئلة الدینیة حیث قال »یطالبون الشباب بالرد علی أسئلة لم نكن نحن في الحوزات الدینیة نعرفها و لم نكن نهتم بها«. و تم منع الفتیات من الدراسة في بعض الكلیات، كما تم الفصل بین الذكور و الاناث من الصفوف. و منع الاختلاط و الحدیث خارج الدروس بین الطلاب و الطالبات كما اُرغمت الطالبات علی ارتداء الحجاب الاسلامي و الخ.

 

هزیمة أسلمة الجامعة

ماذا كانت نتیجة هذا كله؟  إن طلاب الجامعات الذین یطالبون بالحریة و ینتقدون النظام الحاكم و یتعرضون للضرب و الحبس و القتل هم الذین ولدوا فی ظل هذا النظام او تربوا في مدارسه منذ الصف الاول الابتدائي. فاحتجاجهم ضد النظام هو في الواقع هزیمة »للثورة الثقافیة« و هزیمة لمحاولة أسلمة الجامعة. إن الانتفاضة الطلابیة الأخیرة التي دامت ستة ایام هي مرآة للأزمة الشاملة التی یغرق فیها النظام و المجتمع الایراني ككل، مرآة للأسئلة الحقیقیة من جهة و الردود و الحلول المزیفة التي یقترحها النظام من جهة اخری، احتجاج علی ما قام و یقوم به النظام و مطالبة بأن یكون مصیر المجتمع بیده هو وحده. و الجدیر بالذكر أن المظاهرات كانت رسمیاً تحت قیادة التنظیمات الطلابیة الوفیة للنظام، التي كانت مهمتها ضبط النشاطات الطلابیة في اطار الاصلاحیة الخاتمیة و منع الطلبه من الذهاب بعیداً الا انها تجاوزت كثیراً الخطوط الحمراء و نادت بشعارات لم تكن المنظمات الاسلامیه الحكومیة قد فكرت بها مثل الشعار الذي كان ینادي بأن »الجناة هم تحت عباءة خامنئي«. و بالرغم من ان الحركة الطلابیة الیوم لیس بامكانها أن تستفید من تجاربها التاریخیة و لان التیارات العلمانیة و الیساریة لیس لها حق التنظیم و كذلك بعض التیارات الاسلامیة علی غرار تیار شریعتي و بازركان، فإننا نری أن الواقع الذي یعیشه المجتمع و ما یجري في العالم الیوم قد أعطی الطلاب وعیاً و حساسیة و طموحاً لصنع مستقبل آخر غیر الذي خطط النظام له. فقضیة الصراع بین السلفیة و الحداثة مفتوحة علی مصراعیها. و المثال علی ذلك هو الموقف الذي اتخذه مجلس الخبراء في جلسته التي عقدها في مدینة مشهد بتاریخ 8‏/9‏/1999 و هاجم في بیانه الختامي من كانوا وراء احتجاجات الطلبة و الجامعیین و وصف منتقدي النظام و الكتاب المطالبین بحریة الرأي و التعبیر بأنهم أعداء للنظام و لولایة الفقیه و للاسلام، كما أكد المجلس دعمه لما قام به خامنئی و اعتبره الشخص المناسب للقیام بمهمات ولایة الفقیه.

كما أن هناك أصداء اخری لهذا الصراع المستمیت بین السلفیة و الحداثة: الحكم بالاعدام علی اربعة بتهمة التحریض و المشاركة في المظاهرات الطلابیة في طهران، الحكم بالسجن من 3‏ أشهر الی 9‏ سنین علی 21 شخصاً بنفس التهمة في مدینة تبریز، و مطالبة جریدة »جبهة« المتشددة في عددها الاخیر رجال الدین باصدار فتوی لقتل الكاتب الذي طرح الغاء »عقوبة الاعدام باعتباره عنف الدولة« (الحیاة 15 ایلول ص 21).

-------------

كاتب ایراني

نشر فی الحیاة بتاریخ 14 تشرین الاول ـ اکتوبر 1999

سببان لاغلاق جریدة نشاط:

البحث في الغاء عقوبة الاعدام و رسالة الی خامنئي

تراب حق شناس❊

هل كان ضروریاً أن یعدم في ایران آلاف و آلاف من البشر خلال عشرین عاماً الماضیة حتی یجرء أحد علی طرح النقاش حول عقوبة الاعدام و مشروعیتها الدینیة و القانونیة و جدواها؟ هل ینطبق هذا الموضوع أیضاً علی المثل الفارسي الذي یقول »كل ما تجاوز حده انقلب الی ضده«؟ و هل بدأ العد العكسی فعلاً لالغاء عقوبة الاعدام في ایران؟ فلاول مرة بعد عشرین عاماً من سیطرة عقوبة الاعدام كدواء لكل داء (اخلاقیاً كان او سیاسیاً او اقتصادیاً او اجتماعیاً او عقائدیاً) یتم طرح سؤال في جریدة »نشاط« (فرح بالفارسیة)، المساندة لخاتمی، هو »هل یعتبر عنف الدولة مسموحاً؟« هذا المقال الذي كتبه »حسین باقر زاده«، استاذ الریاضیات و نشر یوم 24 آب (اغسطس) 99 جاء فیه »أن عقوبة الاعدام هي من مظاهر العنف«، فتح باب النقاش و تعرض لهجوم شدید من قبل بعض الصحف المحافظة كما ندد به بعض رجال الدین و الحكم الا أن مقالاً آخر بعنوان »الاعدام و القصاص« كتبه »عماد الدین باقي« في نفس الموضوع و نشر یوم 30 آب في الصفحة الاولی لنفس الجریدة. یقول فیه الكاتب:

اولاً إن ایران وقعت علی الاعلان العالمي لحقوق الانسان لیس فقط في عهد الشاه بل فی عهد الجمهوریة الاسلامیة أیضاً و الخمیني كان أعرف من الآخرین أن هذا الاعلان لایتناقض و المبادئ الاسلامیة. اذن،  علینا ان نلغي عقوبة الاعدام كما جاء في الاعلان العالمي.

ثانیاً ان أحد الفوارق بین المجتمع التقلیدي و المجتمع العصري هو وجود نوعین من النظام الحقوقي: نظام یعتمد علی العقاب و نظام آخر یعتمد علی الاصلاح و یستدل ببعض الآیات القرآنیة مثل »من قتل نفساً بغیر نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جمیعاً« و یقول إن القرآن یحترم نفس الانسان و لایوجد فیه تعبیر الاعدام بل یتكلم عن القصاص. اذن روح النظام الحقوقي في الاسلام هي مع الاصلاح و لیس مع العقاب، و لایری الكاتب أن القصاص مرادف للاعدام كما یعتقد البعض.

ثالثاً یعلق علی الآیة »و لكم في القصاص حیاة یا اولی الالباب« بقوله إن الهدف من القصاص لیس الاعدام و الموت بل الحیاة.

و یستنتج الكاتب أنه یجب اتخاذ اسالیب اخری للوصول الی الحیاة و الاصلاح باسالیب غیر الاعدام و یتساءل اخیراً هل أن المجتمع الایرانی وصل من الناحیة الاخلاقیة و الثقافیة الی مستوی القبول بالغاء عقوبة الاعدام.

و أثار هذان المقالان غضب خامنئی و رفسنجاني اللذین نددا بطرح الموضوع و اعتبرا التشكیك في مشروعیة و تنفیذ عقوبة الاعدام ارتداداً عن الاسلام كما اعتبرا الكاتب مرتداً. الا أن هذه الادانة لن توقف هذا النقاش المهم.

و جدیر بالذكر أن هذه لیست المرة الاولی التي یطرح فیها الغاء عقوبة الاعدام. ففي السبعینات و قبل سقوط حكم الشاه نشر في ایران كتاب بقلم الدكتور مصطفی رحیمي شرح فیه الجهود الحقوقیة و القانونیة التي بذلت حتی آنذاك في البلدان المتقدمة و منها فرنسا لالغاء عقوبة الاعدام (فرنسا الغت عقوبة الاعدام في 1981)، الا أن الموضوع لم یجد آذاناً صاغیة. فحكم الشاه كان في آخر ایامه و منطق الانتقام كان متسلطاً علی كل الاذهان، و شعارات »اعدام باید گردد« (یجب أن یعدم) كانت تدوي من كل حدب و صوب سواءً من قبل الذین كانوا في الحكم او في المعارضة، یساراً او یمیناً. وبعد سنوات من حمامات الدم المتوالیة عاد الوعي الی الضحایا طبعاً و طالبت المعارضة الدیقراطیة فی الخارج منذ عدة سنین بالغاء عقوبة الاعدام الا أن المستفیدین من الحكم لایمكنهم أن یتركوا هذا الاسلوب. فآیة الله رفسنجاني قال في عام 1981 »لو اننا قتلنا الفین في بدایة الثورة لم نكن الیوم بحاجة الی قتل 20 الف«. هناك جهات مسیطرة في الحكم تعتقد حقاً أن حیاة النظام هي في نفي الآخر لیس الا. و في المقابل هناك بین اهل النظام من یعتقد أن الظروف لیست كما كانت في السابق و یجب تغییر العقلیة السائدة و تفسیر الدین بما یلائم تطورات العصر. فعبد الكریم سروش و محمد مجتهدي شبستری و محسن كدیور ینظرون الی الاسلام من منظور لم یره قبلهم محمد عبده و رشید رضا في عصر النهضة ولا بازركان و شریعتي في العقود الاخیرة بایران و هذا منظور یصفه المتشددون بأنه انحراف عن الاسلام و خیانة و الخمیني نفسه ظل دائماً متحفظاً تجاهه.

 

اما السبب الثاني في اغلاق جریدة »نشاط« كان نشر رسالة مفتوحة الی مرشد الجمهوریة الاسلامیة علي خامنئي بعثها الدكتور یدالله سحابی استاذ الجیولوجیا بجامعة طهران سابقاً، و هو شخصیة وطنیة دینیة و من مؤسسي حركة تحریر ایران في الستینات الی جانب مهدي بازركان. سحابي الذي یفوق عمره تسعین عاماً و كان علی معرفة وثیقة بخامنئي یكتب رسالته مشحونة بالتعبیرات القرآنیة و باسلوب محترم و دقیق و ینصح خامنه ئي (علی اساس »النصیحة لامراء المسلمین«) بآن یكون صادقاً و امیناً في دعمه لرئیس الجمهوریة خاتمي و یسانده فعلاً لا قولاً فقط، و یطالبه بأن یتخذ موقفاً صریحاً و علنیاً تجاه ما یقوم به الغوغائیون الذین یهاجمون التجمعات الشعبیة بالهراوات و السكاكین و الاسلحة الناریة و التي تتم كلها باسم الدفاع عن ولایة الفقیه. هذا النقد اللاذع و الذكي أثار غضب المتشددین و أدی الی اغلاق جریدة »نشاط« التي نشرت الرسالة بعد اكثر من اسبوعین (اي في 1‏/9‏/1999). ها هو الیوم الخلاف یدب بین اهل النظام مما یهدد حكومة المتشددین. الا أن ما یهم اهل النظام لیس بالضرورة ما یهم الناس الذین كانوا منذ 20 عاماً تحت القمع و الارهاب و السجن و الاعدام و التشرید من جهة و البطالة و الغلاء و التضخم من جهة اخری. إن ما یبعث علی الامل في مستقبل ایران هو أن النضال للخروج من المأزق السیاسی و الاقتصادي بل الوجودي لایتوقف و الاستفادة من أي ثغرة للحصول علی تقدم و ان بسیطاً أصبحت فرصة لاینبغي أن تضاع.

-----------

كاتب ایراني

نشر فی الحیاة بتاریخ 16 ایلول ـ سبتمبر 1999

تاریخ عریق للرقابة فی ایران

و معوقات حریة التعبیر مستمرة

تراب حق شناس

أكد آیة الله محمد یزدي رئیس السلطة القضائیة في ایران، في خطبة له یوم الجمعة 7‏ ایار (مایو) 1999 أن رقابة الكتب هي أهم من أي شیئ آخر.

و قبل ذلك بأیام، و في رسالة مفتوحة موجهة الی الرئیس خاتمي، وقعها 349 صحافیاً ایرانیاً إحتجوا ضد فرض الرقابة علی الصحف و طالبوا بوضع حد لممارسات اولئك الذین یریدون الكبت و مصادرة حریة الكلمة. و أضافت الرسالة أن الجهة المختصة بالبت في مخالفات الصحف، طبقاً للمادة 168 من الدستور هي المحاكم العدلیة و تكون مداولاتها علنیة و بحضور لجنة التحلیف، لكن ما یجري في الواقع هو خلاف ذلك تماماً حیث أكد الموقعون أن إغلاق صحیفة »زن« (المرأة) الیومیة هو عمل یخالف الدستور و أضافوا أنه تم في العام الماضي إغلاق ثماني صحف یومیة و اسبوعیة. و ینهي الصحافیون رسالتهم الی خاتمي بالقول إنه »و في ظروف لاتوجد فیها أیة مؤسسة مدنیة و مستقلة عن النظام، نری أن الدفاع عن الصحافة هو دفاع عن المجتمع المدني الذي وعدتنا و تعدنا به دائماً«.

 

قصة الرقابة قصة قدیمة حدیثة:

رغم أن الایرانیین لیسوا وحدهم ضحایا الرقابة و رغم أن هناك شعوباً عدیدة تواجه سیطرة اُحادیة الفكر، الا أن لكل شعب ظروف خاصة به كما له اسالیبه الخاصة ایضاً لمواجهة الرقابة.

فتاریخ ایران حافل بالرقابة و بأشكال عدیدة من المقاومة ضدها. ففي ایران ماقبل الاسلام، كانت هناك سلسلة من الموظفین یقال عنهم »عیون الشاه و آذانه« مهمتهم مراقبة أعمال الناس. و بعد الفتح العربی الاسلامی عندما نضجت الافكار الشیعیة و الشعوبیة و أقبلت الیها جماعات من الایرانیین المناهضین للحكم الاموي او العباسي تم تشدید الرقابة و أصبحت الرقابة و الخوف منها جزءاً من الوعي الفردي و الجماعي في ایران. من هنا جاء »مبدأ التقیة«  و الحدیث المنقول عن الامام جعفر الصادق الذي یقول فیه: »التقیة دیني و دین آبائي«. كما یقال أنه كان یحدث أحیاناً أن المرأة لم تكن تعلم أن زوجها شیعي، او أن الرجل لم یكن یعرف أن زوجته تشیعت الی أن یموت أحدهما!

و لان الرقابة و الخوف منها او المقاومة ضدها استمرت قروناً متتالیة یوجد في الامثال الشعبیة الایرانیة عبارات مثل: »للحائط فأر و للفأر اُذُن و النتیجة هي أن للحائط اُذُن« و التي یقابلها باللغة العربیة »للجدران آذان«. كما یوجد مثل آخر یقال بالعربیة هو: »اُستُر ذهبَك و ذهابَك و مذهبَك« و مثل ثالث یقول: »یا قلبي تعوَد علی الوحدة/ لان معاشرة الناس هي مصدر الآفات« و مثل رابع یقول: »اللسان الاحمر یذهب بالرأس الاخضر أدراج الریاح«... كما أنه و نتیجة لسیطرة الرقابة نری أن الادب الفارسي الكلاسیكي حافل بالرموز و الایحاءات خاصة عند اكبر شاعر فارسي غنائي أي حافظ الشیرازی  (1320-1389) الذي یعتبر دیوانه ثاني كتاب في المرتبة بعد القرآن في كل بیت. فعلی سبیل المثال، یشیر حافظ الی حسین بن منصور الحلاج في بیت شعري یقول ما معناه:

»ان جریمة ذلك الصدیق الذي اعتزت المشنقة برفع جثمانه فوقها/ لم تكن الا انه كان یكشف الاسرار و یتفوه بها«.

بهذه الروحیة و في اجواء تاریخیة و دینیة و ادبیة حافلة بالرقابة و مقاومتها دخل المثقف الایراني عصر الحداثة و تعرف علی حق الانسان المواطن في حریة التعبیر رغم أنه لم یذقه مرة واحدة و ذلك نتیجة لاستمرار الدكتاتوریة السیاسیة و الدینیة في اطوارها الحدیثة.

تذوق المثقف الایرانی الحداثة قبل اي شیئ بآسالیب و أجهزة القمع الحدیثه جداً. فالرقابة أصبحت لها دائرة رسمیة في وزارة الثقافة مهمتها كشف ما دار في ذهن الكاتب حینما حاول كتابة شعر او مقال. فعدد ضحایا الرقابة لایعد و لایحصی. فاول الضحایا هی الحقیقة ذاتها و الكلمة، حیث لایفسح الطریق امامها لتظهر الی العلن، كتاباً كانت او مقالاً او شعراً. و ثانیها الانسان المتعطش لمعرفة الحقیقة و الذی تبعده الرقابة عن هذا الطریق. و ثالثها المبدع الذی قد یضطر للصمت او الهرب او یتعرض للاغتیال او السجن او الاعدام. و لكل من هذه الحالات أمثلة عدیدة نشیر فیما یلي الی بعضها:

»جمال الدین الافغاني« (المعروف عند الایرانیین بأسد آبادي) قُبض علیه و نُفي الی خارج البلاد بتهمة الكفر (1306 الهجري) »و ارسل مقید الیدین و الرجلین الی بغداد« (كما جاء في مقال جان دایه، الحیاة، 15 ایار الماضي، صفحة افكار)، اما »میرزا نصرالله ملك المتكلمین« الكاتب و الخطیب و »جهانگیر خان« مدیر جریدة »صور اسرافیل« أثناء الثورة الدستوریة تم اعدامهما (1908) لدورهما في تلك الثورة التي وقعت عام 1906، و الشاعر »میرزاده عشقي« مدیر جریدة »قرن بیستم« (القرن العشرین) اغتیل بامر من رضا شاه (1924)، الشاعر »فرخي یزدي« مدیر جریدة طوفان اُلقي القبض علیه و خاطوا شفتیه بالابرة لیموت في السجن (1929)، و »الدكتور تقي اراني« مؤسس و مدیر مجلة »دنیا« اعتقل و تعرض للتعذیب و قُتل في السجن (1939)، كما تم اغتیال المؤرخ و اللساني و الكاتب و الناقد »احمد كسروي« علی إیدي المتعصبین من جماعة فدائیي الاسلام (1945)، و الصحافي »كریم پور شیرازي« مدیر جریدة »شُورِش« (الانتفاضة) و هو من انصار »الدكتور مصدق« تم اعدامه حرقاً بعد سقوط حكومة مصدق (1953) و هناك المئات بل الألاف من أصحاب الفكر الحر و المثقفین الذین تم اسكاتهم سواءً في عهد الشاه او عهد الخمیني،  و أخیراً موجة الاغتیالات التي استهدفت المثقفین في السنوات الاخیرة المعروفة لدی الجمیع.

هناك فرق بین المثقف العربي و المثقف الایراني في مواجهة الرقابة المستشریة في كل مكان من منطقتنا. فاذا كان المثققف العربي یشعر بالضیق بامكانه ان یسافر او یهرب او یلجأ الی بلد عربي آخر و بامكانه ان یقول كلمته و یكتب و یخاطب جمهوره العربي هناك أیضاً أي من منفاه. اما المثقف الایراني، غالباً ما، كان علیه أن یبقی في دائرته المحدودة الضیقة و یبدع لغة رمزیة لیستكشف كیف یمكنه أن یتخلص بمهارة من الرقابة و سیفها المسلط و ذلك عن طریق ایحاءات و تعرجات و ترمیزات أصبحت جمیعها بعد فترة مفهومة لدی القراء الواعین.

و من بین الامثلة العدیدة یمكن أن نذكر:

في ظل حكم الشاه حاول صحافي لیبرالي معروف أن ینتقد سیاسة القمع و استعمال الید الحدیدیة ضد المعارضین و أن یستخدم عبارة »براثن نظام الشاه الحدیدیة«، فلجأ الی حیلة اختلاق جماعة معارضة و قام بمهاجمتها حیث یقول: »لو لم تكن براثن نظام الشاهنشاه الحدیدیة تمسك بقوة مقالید الامور لثار الشعب علیكم و استأصلكم عن بكرة ابیكم«. كما أن »نیما یوشیج« (ابوالشعر الفارسي الحدیث) عندما یكتب عن اللیل و یقول: »هذا هو اللیل، نَعم اللیل« یفهم من كلامه الاشارة الی ظروف الدكتاتوریة المسیطرة ایام الشاه.، و الشاعر »مهدی اخوان ثالث« حینما أهدی شعره الی »پیر محمد احمد آبادي« كان یقصد الدكتور مصدق السجین في قریته احمدآباد.

قبل مجیئ خاتمي بقلیل و خصوصاً بعد انتخابه كرئیس للجمهوریة، إنه لمما یثیر الدهشة عند تصفح الصحف و المطبوعات، تلك الفسحة لطرح الكثیر من القضایا التي یواجهها الشعب الایراني هذه الایام مقارنة بالوضع الذی كان سائداً تحت حكم الشاه و الخمینی. و لكن هل یمكننا ان نقول ان حریة التعبیر مضمونة في ایران؟ كلا.

ان الایرانیین لم یعیشوا »ربیع الحریة« و حریة التعبیر الا في فترات كان الحكم المركزي غیر قادر فیها علی القمع السریع و المباشر. انهم استغلوا تلك الفترات القصیرة جداً للتعبیر عن آرائهم و بشكل عفوي و غیر منظم خوفاً من ان تفلت الفرصة من ایدیهم. هكذا كان في بدایة الثورة الدستوریة (1906) و أیضاً بعد سقوط رضا شاه (1941) و اثر سقوط ابنه محمد رضا شاه (1979) و اخیراً و في الظروف الحالیة التي تعیشها ایران منذ سنتین، بامكان الناس ان ینتقدوا، في اطار عدم تجاوز الخطوط الحمراء طبعاً، و احیاناً بلغة الرمز، و أن یكتبوا و أن یصرخوا الا أنه لیس هناك قانون یدافع عنهم، بل یمكن للأجهزة المسیطرة علی رقابهم القبض علیهم او خطفهم و قتلهم دون عقاب یذكر - اذا كان هناك عقاب -، او محاكمتهم و اعدامهم. من هنا لابد من القول انه لاتوجد حریة للتعبیر و حریة للمعارضة بل هناك بعض التغاضي عن المعارضة الداخلیة - اي داخل النظام - حسب موازین القوی. هناك دعوات هذه الایام لسیادة دولة القانون و التأكید علیها من قبل بعض رموز النظام مثل الرئیس خاتمي. الا أن الأمر لایتعلق بمن یعارض نظام ولایة الفقیه و طبیعتها، بل ینحصر الأمر في اطار المعارضة داخل النظام أي لمن یعتبر من نفس العائلة و لیس »الغرباء« (»خودي« و »غیر خودي« بالفارسیة).

ان دائرة المحرمات و »التابوهات« كانت و لاتزال واسعة جداً. فهناك كتاب للشاعر الكلاسیكي الفارسي سعدي الشیرازي یسمی »نصیحة الملوك« كان ممنوعاً ایام الشاه، كما كان محرماً التعرض بالنقد او الهجاء او الكاریكاتیر حیال العائلة المالكة او النظام الملكي او العلاقات الامریكیة الایرانیة أو الایرانیة الاسرائیلیة. یكفي أن نشیر الی أن 50 بالمئة من منشورات »دار امیر كبیر للنشر« و هي الأهم بین دور النشر في ایران، واجهت الرقابة او المنع و الحجز. و في ظل النظام الحالي توسعت دائرة الممنوعات لتصل الی منع و مصادرة بعض الكتب كتبها بعض رجال الدین من مؤسسي النظام مثل آیة الله مطهري، ناهیك عن الكتب العلمانیة أو الیساریة و الروایات التي تلصق بها تهمة الخلاعة. فالطبعة الجدیدة لاعمال الكاتب الایراني الكبیر صادق هدایت نشرت بعد أن حذفوا منها فقرات عدیدة افقدت مصداقیتها. كما حذفوا من إحدی الروایات عبارة تقول »ان اوراق الشجر كانت ترقص و هي تسقط علی الارض...« لان الرقص »خلیع«، كما حذفوا من دیوان للشاعرة الكبیرة »فروغ فرخزاد« كلمات مثل »الثدي« لأن العفاف یقتضی عدم التفوه بمثل هذه الكلمات الخلیعة. و ممنوع ایضاً اي تعرض لكسوة رجال الدین (العمامة...) و دورهم في المجتمع ناهیك عن توجیه النقد او التعریض بولایة الفقیه (التي أصبحت ركناً من أركان النظام الاسلامي الایراني) او للقوانین و الاحكام الدینیة بالكلام او الكاریكاتیر. وفي قانون الجزاء الاسلامي المطبق في ایران مادة تنص علی عقاب من یسخر من الامام خمیني او الولي الفقیه الحالي بالاعدام.

و جدیر بالذكر أن الاخطر من الرقابة هو أثرها النفسي أي الرقابة الذاتیة بحیث كلما یخطر في بال الكاتب أن یكتب سطراً او كلمة یشعر بامكانیة أن یفقد عمله او یتم استجوابه او أكثر. فكم من الابداعات تم خنقها في المهد تحت تأثیر هذا السیف المسلط فوق الاعناق. ثلاثون عاماً و الكتاب الایرانیون یحاولون بكل الوسائل المتاحة لهم أن یشكلوا اتحاداً للكتاب علی اساس حریة الرأي و حریة التعبیر مما عرضهم للاعتقالات و الاغتیالات و لم یتمكنوا حتی الان أن یقیموا إتحادهم كما كانوا یرغبون و یریدون.

و رغم كل هذا، استمرت المقاومة ضد الدكتاتوریة سواءً في النظام السابق او الحالي بأشكال مختلفة نورد مثالین علیها عن طریق الرسم الكاریكاتیري من بین الامثلة العدیدة:

نشرت جریدة كیهان الیومیة بتاریخ 19 آب 1968 (الذي یصادف 28 مرداد حسب التقویم الایراني ذكری الانقلاب الامریكي البریطاني علی مصدق 1953) كاریكاتیراً بریشة الفنان اردشیر محصص. و یظهر في الرسم رجل یقرأ جریدة بعناوین كبیرة هی:

»17 آب: غارات امریكیة علی هانوی...

18 آب: غارات اسرائیلیة علی القواعد الفلسطینیة في الاردن

19 آب: .........«

تم اعتبار هذا الرسم محظوراً(لانه كان یقارن بین الانقلاب علی مصدق و الغارات الامریكیة و الاسرائیلیة) فور صدور الطبعة الاولی للجریدة و في الطبعة الثانیة، عصر ذلك الیوم، كان العمود أبیض.

و في عهد الجمهوریة الاسلامیة عاشت الصحف ظروفاً اكثر قساوة من عهد الشاه. فالفنان، راسم الكاریكاتیر »كریم زاده«، ظل في السجن سنوات عدیدة لانه رسم صورة لأحد لاعبي كرة القدم  و قد فقد أحد رجلیه فقُدم الرسام للمحاكمة لان صورة اللاعب كانت تشبه صورة الامام الخمیني.

و أخیراً حُكم علی فائزة رفسنجاني النائبة في المجلس النیابي و مدیرة جریدة »زن« النسائیة بمنع اصدارها الجریدة لانها نشرت كاریكاتیراً اعتبرته المحكمة تعریضاً لقانون القصاص الاسلامي الذی یری أن دیة قتل المرأة هي نصف دیة قتل الرجل. و فی خضم الاخبار الیومیة عن الاغتیالات المتتالیة ضد المثقفین یشیر الكاریكاتیر الی أن مسلحاً یدخل بیتاً لیقتل من فیه الا أن الرجل یقترح علی المسلح أن یقتل المرأة لان دیتها أقل!

 

----------------------------------------------------------------------

❊ كاتب و باحث ایراني

نشر فی الحیاة بتاریخ 9 تموز ـ یولیو 1999

تعقیباً علی مقال للعفیف الاخضر:

عن قانون یسمح بالاغتیال!
و ما یفرق المثقفین العرب و الایرانیین

تراب حق شناس(❊)

في مقال له بعنوان »علی هامش الاغتیالات السیاسیه في ایران« أشار الاستاذ العفیف الاخضر (الحیاة  18 آذار 1999) الی الظروف العصیبة التی یعیشها المثقفون الایرانیون من كبت و قمع و اغتیال، كما شكا من عدم تضامن صریح من قبل المثقفین العرب تجاه زملائهم المثقفین الایرانیین، رغم المصیر المشترك الذي یوجد امامهم جمیعاً و خلافاً للمثقفین الاروبیین و الامریكیین الذین نددوا بتلك الاجراءات القمعیة و طالبوا بمعرفة و معاقبة المجرمین ممن أمروا او نفذوا الاغتیالات. و لالقاء الضوء من الداخل علی مأساة المثقفین و المعارضین في ایران التي هي جزء من مأساة الشعب الیراني، أضیف نقطتین:
1‏
مقال نشر في جریدة »خرداد« (الاصلاحیة و المساندة لخاتمي) و بقلم المحامیة شیرین عبادی، التي تتولی الدفاع عن بعض الصحف و الكتاب الدیموقراطیین المتهمین في المحاكم الایرانیة. و فیما یلي ترجمة لما كتبته تحت عنوان »سیف دیموكلیس«، حول مادة قانونیه یمكن بموجبها اغتیال الآخرین دون عقاب:
»صرح »نیازی«، المدیر العام العسكري لمدینة طهران و المسؤول عن متابعة ملف الاغتیالات الاخیرة - و هو من المتشددین -، في مقابلة مع وكالة الأنباء الایرانیة بتاریخ ‮02 ینایر 9991»ان للمتهمین - و لاشك - دعاوي ضد المقتولین لیست موضع قبول هذه المحكمة و طبیعي أن المتهمین یمكنهم أن یدافعوا عن أنفسهم. كما علیهم أن یطرحوا و أن یثبتوا ادعاءاتهم حسب المادة ‮622 من قانون الجزاء الاسلامي في محكمة مختصة للنظر فیه«
و تعلق المحامیة شیرین عبادي علی هذا الرأي بقولها:
»هكذا یفهم و یستنبط من بیانات »نیازي« أن متهمي الاغتیالات الاخیرة اذا تمكنوا من اثبات دعاویهم ضد ضحایاهم حسب المادة 622 من قانون الجزاء الاسلامي، فلن یكون علیهم أي حرج و بالنتیجة سیطلق سراحهم.
ان المادة 622 المذكور تقرر:
»یتم القصاص مقابل قتل النفس اذا لم یكن المقتول تستحق القتل حقاً. و اذا كان كذلك (اي یستحق القتل حقاً) یجب علی القاتل أن یثبت الأمر حسب المقاییس المتبعة في المحكمة«
و تضیف المحامیة عبادي: »ان هذه المادة التي یواجه المجتمع لاول مرة نتائجها الفعلية و التنفیذية، تطرح تساؤلات منها:
1‏- من الذي یستوجب القتل شرعاً؟ و بعبارة اكثر دقة: ماهي الاعمال التي یتحول الانسان بموجبها الی مهدور الدم؟
2‏- ما هي المقاییس المشارة الیها في المادة 622 و علی اي اساس و بأي دلیل یمكن لنا أن نثبت أن المقتول كان یستحق القتل حقاً؟
3‏- كیف یتم اثبات الأمر و في ایة محكمة؟
4‏- و من الذي علیه أن یرد علی القاتل و ادعاءاته؟
ان النقص الأهم الموجود في المادة 622 من قانون الجزاء الاسلامي هو أن المتهم أی المقتول یسلب منه حق الدفاع الذي یعتبرمن الحقوق الاولیة لأي متهم و القانون یعطي الحق للقاتل أن یتهم فرداً لایمكنه الدفاع عن نفسه!
ان هذه المادة القانونیة هي كسیف دیموكلیس یتدلی فوق رقاب أي مفكر و كاتب حر، لأنها تعطي لأي فرد كان الحق بأن یتهم الآخر بالارتداد و یعتبره مهدور الدم و یحكم علیه بالاعدام و ینفذ الحكم و ذلك بالاستناد علی بیت في قصیدة أو سطر في مقال أو جملة في كتاب، لا لشیئ الا أن الرأي الموجود فیها لایعجبه!« (انتهی مقال المحامیة الایرانیة).

2‏
صحیح أن الموقف التضامني الذي أبداه العفیف الاخضر یشرف أي كاتب ایرانی یعانی من ارهاب ثقافی مبرمج آشد من آیام الشاه عنفاً، الا أنه لابد لنا ان نعترف آن جدراناً تبدو حدیدیة تفرق المثقفین العرب و الایرانیین!
لانرید هنا أن نتطرق الی تاریخ الشعوب العربیه و الایرانیة و الی التأثیرات المصیریة التی أخذها كل طرف من الآخر، كما لانرید أن نشیر الی المصالح الحیویة المشتركه في عالمنا الیوم و غداً. الا أنه من المؤكد أن الطرفین لایعرفان شیئاً یذكر عن هموم و تطلعات الطرف الآخر. المثقف العربی او الایرانی علی معرفة أفضل بالنسبة للوضع الادبی او السیاسی فی امریكا اللاتینیة او الیابان قیاساً بما یعرف عن الوضع فی العالم الایراني او العربی، و الغریب أن مثل هذا الموقف من كلا الطرفین لیس بعیداً عن عدم الاهتمام المتعمد و المقصود. هناك القلیل من الایرانیین الذین یهتمون بالادب العربی المعاصر و مع ذلك هناك بعض المعرفة عن طریق ترجمة بعض الاعمال الادبیه و غالباً الشعریة (البیاتي، السیاب، درویش ...)، اما بالمقابل، لا تتوفر أیة امكانیة للمثقف العربی أن یقرأ شیئاً جاداً من الادب الفارسی المعاصر باللغة العربیة رغم أن هذا الادب یعیش منذ الستینات، خاصة في مجال الشعر و الروایة، من أجمل أدواره.
و من أبرز مظاهر عدم الاهتمام ببعضهما البعض، هو أنه خلال محنة الجزایر و الاغتیالات التی تعرض لها المثقفون و المبدعون هناك خلال السنوات الاخیره علی ید المتشددین او الجیش، و بصرف النظر عن مقالات معدودة في الصحف الایرانیه للتعلیق علی مایجری من أحداث دامیة في الجزایر، لم یصدر بیان جماعی من جانب المثقفین الایرانیین حتی في الخارج لانه من الصعب ادانة المتشددین الجزاذریین في ایران، من أجل التعاطف و التضامن مع الزملاء الذین كانوا یتعرضون لابشع انواع الاغتیال و التخویف و التهجیر.
و بالمقابل ایضاً لم نسمع أن كان المثقفون العرب مهتمین بمصیر المثقفین في ایران حینما كانت المكتبات تحرق باسم منع كتب الضلال و تمنع الصحف من الصدور و تكسر الاقلام (كما نادی بها الخمینی بعد عدة أشهر فقط من وصوله الی السلطة) و تقتحم الجامعات و تغلق باسم الثورة الثقافیة من أجل »أسلمة المعرفة«. كما أنه و في الاشهر الأخیرة (حینما أظهر القتلة تهوراً و علانیة اكثر من ذي قبل و قاموا باغتیال عدد غیر قلیل من مثقفین و معارضین و علمانیین و من اصحاب الفكر الحر) لم نسمع عن تعاطف عربی معهم. و جدیر بالذكر أنه  و بعد أن أفتی الخمینی بقتل الكاتب سلمان رشدی بقلیل، كان هناك اكثر من اربعین مثقفاً عربیاً غالبیتهم من سوریا و لبنان، بینهم صادق جلال العظم و عزیز العظمة، قاموا، و بكل جرأة و التزام، باصدار بیان تحت عنوان »دفاعاً عن حق الكاتب في الحیاة« (نشر في السفیر 42/3/9891‬)، لكن عندما كان الكتاب و المثقفون الایرانیون یتم اغتیالهم بالعشرات، لم ترفع اصوات المثقفین العرب دفاعاً عنهم و مازال الحبل علی الجرار.
و أخیراً نشیر أن هذه الاغتیالات المقصودة تم التمهید لها منذ عدة سنوات، حینما اذیع لأشهر عدیدة برنامج اسبوعي في التلفیزیون الرسمي تحت عنوان »برنامه هویت« (اي برنامج الهویة) یتم التركیز فیه علی القاء التهم و الافتراءات ضد المثقفین الذین لم یكن النظام یعتبرهم من آهل النظام بل غرباء. فدائرة لصق الاكاذیب و اختلاق التهم من كل الانواع (الارتداد، الخیانة، التجسس لصالح الأمریكان و الصهاینة، الشذوذ الجنسي و ما الی ذلك) اتسعت و شملت خیرة المثقفین العلمانیین حتی الملتزمین منهم بالدین مثل عزت الله سحابي مدیر مجلة »ایران فردا« (ایران الغد). كان أحد الكتاب الایرانیین الذی قد تعرض لمثل هذه التهم یقول: »لما تصل هذه التهم الی آذان شاب مراهق و متعاطف مع المتعصبین یعیش في حینا و یرانی و أهلي كل یوم، ماذا یمنعه من أن یقتلنی و عائلتي بسكین یأخذه من المطبخ لیصبح بطلاً و یفوز بالجنة كما یعلمونهم؟ و كیف یمكنني أن أجد ملجأ به شیئ من الهدوء لأتمكن من انجاز شیئ ما؟ أو حتی أن آعیش بشكل عادي«. كما كتبت احدی الصحف التابعة للمتشددین قبل اسبوع فقط من اغتیال زعیم »حزب الامة الایرانیة« داریوش فروهر و زوجته مقالاً مهدت فیه لاغتیاله، اذ قالت: »ان الامام [ای الخمیني] قد صرح بان فروهر »غیر مسلم«. و جدیر بالذكر ان تكفیر فروهر كان بسبب رفضه لولایة الفقیه التی أصبحت في ایران بعد الخمیني »ركناً من أركان النظام الاسلامي«.
ألیس الدفاع عن حریة الفكر و الابداع فی الجزائر (و التضامن مع امثال شهید حریة الفكر و الابداع في الجزائر الشاعر طاهر جعوط و الفنان عبد القادر علولا) و في مصر (والدفاع عن امثال نصر حامد ابو زید) و فی ایران (و التضامن مع امثال سعیدي سیرجاني و محمد مختاري) و في كل الكرة الارضیة قضیة انسانیة و ثقافیة واحدة؟
------------------
❊ كاتب و باحث ایراني
نشر فی الحیاة بتاریخ 5 ایار (مایو) 9991

خاخام های اسرائیلی خواستار برپایی «اردوگاه مرگ» علیه فلسطینی ها شدند

Israeli rabbis signed a religious ruling calling for the creation of death camps for the Palestinians

July 2009

In contrast to some analysis that one section is representing the workers and lower casts and the other section represents the middle class or neo-liberals, it must be said that none of the above sections have such a followers or representations.
The Iranian People’s social movement which is at one of its critical junctures has faced many ups and downs in the past thirty years. This recent uprising cannot be considered separate from the struggles of the past thirty years, as it follows the same path and makes similar demands. These are the same demands that were never fulfilled, they have been brought up time after time by various sections of the society and they were met with severe repression by the authorities.
In some articles and essays of leftists in the west – people who the Iranian left expected their support – refer to what occurred after the recent election as a “coloured revolution”. Such analysts sometimes even wished for its failure and congratulated the winning side, perhaps because the anti-American rhetoric of the Iranian government were the only thing that got published in Western media. In some media outlets there were much noise made over the coverage of what happened after the election, and people who knew nothing of the demands of our people portrayed themselves as such staunch supporters that one begins to think they were the orchestrators of the movement. In this age of media manipulation, confusion and lack of reporting on events and positions, many opinions are changed and made appear as if the movement was pre-planned. It is interesting to note that there are two different groups that called this movement a velvet revolution. Both groups saw the appearances and both groups, from the left and the right, called this popular movement a velvet revolution, and neither have an understanding of the Iranian society and its recent movements.
There are plenty of reasons and evidence that in the last thirty years, the ruling governments of Iran were supported by the USA, its allies, and generally the western world. There has been no open conflict between them and what we've witnessed in the past (slogans like “Down with the USA”, “Death to Israel” and the like) was all a cat and mouse game to distract the popular views. The only true determinant in policies was the vast economic profits...
There is a lot of evidence to support that argument. There is a saying in Persian; “should we take the fox's word or the chicken feathers sticking out from under him?” In the past thirty years there has been so much evidence that it has become undeniable, except by regimes similar to the Iranian one and their western trading partners. This game has brought in immeasurable profits for the investing companies. Governments of the USA, Russia, and other European countries have been using issues such as Salman Rushdie, human rights, or the nuclear file to apply pressure on Iran and sign contracts, reap astronomical amount of profits, and receive concessions similar to those offered to Russia by the Qajar dynasty at Turkmenchay – and they have done just that in the past years.
In such an environment – especially with the imposition of sanctions – a large number of trade deals were done in black-markets, and continues to be made that way. These profits cannot be compared to that of the official deals. This is very lucrative for both sides of the deal – which happen to be the children of Mullahs and others in power. For example, Iran is the third largest importer of cigarettes from America – although not officially, or, on purchasing of weapons and armaments and many other items.
To shed further light on the subject, we will start with current situation.
From the start, creation of the Islamic Republic was approved by four industrial powers – the USA, the UK, France, and Germany – in the Guadeloupe conference. From then on, the revolution of the people of Iran was directed in a specific way in accordance with the agreement between the fundamentalists and the west. The aim of the letters that went back and forth between the mullahs and the western leaders, the obvious support of the western circles of those religious leaders in Iran was clear for all to see. The policies of that period like the creation of a green belt around the former USSR, formation of religious poles in order to defeat the eastern bloc and ... were openly discussed in the literature of the politicians in those days. That is an undeniable fact, and anyone who can perform basic media research is able to find a vast amount of evidence to that effect.
·       Following the revolution the American hostage crisis occurred. It has been discussed widely, and based on evidence its main goal was to derail the fight for independence from USA and the international capitalist system as a whole. As such, after suppressing internal independent groups, the hostages were returned the conservative government of Ronald Reagan. Reagan announced to the media that he received the best gift during his presidential period from Iranian leadership. As a result of that demeaning accord (the Algiers accord which was signed by Iran, involving the then Prime Minister and his deputy) they agreed to return the hostages, an act that was even denounced by the President of that period – Bani Sadr – as being the Vosough od-Dowleh -type accord”.
After that, the Iran-Contra affair happened along with the travel of the U.S. Vice President McFarlane to Iran, the full report of which is available in Tower Report whose finding was the revelation of the secret deal to sell arms to Iran via non-governmental channels for 5 years. The income from those arms deal was spent on paramilitary forces in Latin America. Gradually it was revealed that at least 2008 TOW rockets and 235 Hawk missiles were sold to Iran. It was also revealed that the majority of the cargo was provided by Israel.
Next came the events of 1988, the massacre of political prisoners while the west and U.S. kept their mum.  At the time no formal complaint was made for this crime genocide while at the same time the Libyan government was taken to court for the bombing of an airplane with 200 passengers on board. Are human lives valued differently from person to another? The only reason can be that those murdered in Iran in 1988 were politically against the west and U.S. and therefore not worthy of the efforts.
After the mass murder of political prisoners in 1988, the regime collected its reward when number of loans flooded Iran. They came in from various western sources. Iran received close to $50 billion in span of 3 years. These loans allowed the Iranian government to assassinate its critics in various places in the world where glimpses of such examples were seen at Mykonos Trials and other examples.  According to some sources there were about 200 assassination cases.
The murders of Dr. Ghassemloo, Bakhtiar, Kazem Rajavi and Fereidoon Farrokhzad abroad and hundreds of other murders inside the country like the Forouhars, Mokhtari, and Pouyandeh, were committed under the sleepy eyes of the west. It is interesting to note that in all of those times at least one of the forces involved in today's events in Iran was in power.
After such incidents were exposed, the west turned to support the political reforms and reformists in Iran and began to deal with the reform government. Large contracts by corporations like Total and Royal Dutch Shell were signed on the oil and gas fields, and large exclusive contracts such as Crescent, Iran Cell and others were given to big International corporations. Corporations like Halliburton (owned by Dick Cheney and Condoleezza Rice) became active in Iran. In this period of apparent reformism, repressive organs were rebuilt and which can be seen in action today. Silence of the West in the 09 June 1999 student uprising, their silence on the issue of prisoner tortures – at that time the US was busy behaving similarly in Guantanamo and other locations – and the dealings of the reform government with Iraq, Afghanistan, the middle east and even in the Balkans, all point to the compatibility of the methods of government in Iran and the west.
About this cooperation we can point to the following items:
1.    Cooperation between the USA and Iran in the Balkans in dividing the former Yugoslavia is a shining example of the Islamic fundamentalists in Iran and the western expansionist policies working together. In that period, the cooperation between the two sides in breaking up Yugoslavia and signing bilateral contracts coincided with the assassination of Iran's political enemies abroad.
With the start of war in Yugoslavia, Mohammad Reza Naghdi was sent to Bosnia-Herzegovina as the head of a battalion of Revolutionary Guards Corp. and was one of the three Revolutionary Guards commanders until the end of the conflict in that region. At that time, the U.S. and the NATO had created an air cover to neutralize the Yugoslav air force so that the Mujahidin forces and Iran's help would reinforce Bosnian defences.
In the Balkan war, Rasim Delic, a Muslim, also the commanded the volunteer Revolutionary Guards Corp. sent to Bosnia. While the military base was under the command of Revolutionary Guards Corp. officers, the entire volunteer force was operating as part of the Al-Mujahed brigades. That brigade contained over 2000 foreign fighters as of 1993 and according to Ali Ahmad, an Afghan Mujahedin who is currently imprisoned at the Zenitsa Prison, was responsible for the murder of 24 civilians in Delic's village. In 1993, the same brigade murdered tens of Serbian prisoners in Orasac and put the victims’ severed heads on display in the village streets.
Rasim Delic, the 56 year old general of the Bosnia-Herzegovina army is currently accused of war crimes, ethnic cleansing and genocide. He was the commanding officer of this army in the early half of the 1990's – between 1992 and 1995. As part of the charges that General Delic must answer in Hague is the rape of tens of Croat and Serb women and children by the volunteer foreign forces that were operating under his command. In the past few years Rasim Delic was working with a few import and export companies that were founded by Kharis Zilasic, Head of Bosnian Security Forces, and mostly have business ties with the Islamic Republic.
2.    Cooperation between Iran and the USA in bringing the Karzai government to power in Afghanistan.
The German Conference for Afghanistan after Taliban was a start for coordination of efforts between Iran and the west in post-Taliban Afghanistan. That cooperation existed during the time of the USSR occupation of Afghanistan and Iran was in lock-step with the west in providing the Afghan Mujahedeen with the logistical and weapons to help they needed. Iran’s assistance and the training of the Mujahedeen forces during their fight were so extensive that there is no need to be reiterated.
The cooperation between the both sides in Afghanistan continued with Iran’s representative at the Afghanistan Conference in Hague. Reports of the possibility of cooperation between Iran and NATO, or recent published news that the Islamic regime has been negotiating with German corporations about using Iranian soil to send non-military equipment to the German forces stationed in Afghanistan, as well as recent message by Obama, all show signs of a  of the USA's policy in dealing with Iran.
In March there was a rumour circulating that the USA and NATO signed a secret deal according to which all their military cargo was to be shipped to Afghanistan via Iran. That deal was signed without the knowledge of the members of parliament in Iran, and the only person aware of it was the Supreme's Leader's private secretary. From the parliamentarians, the only person aware of that deal with the head of the security and foreign policy committee of the parliament. London’s Sunday Times Newspaper dated 29 March 1999 reported that Iran and the USA had begun their first round of talks regarding the end of war in Afghanistan.
The same paper wrote that Iranian and American diplomats – initiated by the Russians, participated by a British diplomat acting as liaison - met on 27 March. Patrick Moon, the head of the Central and South Asian division of the U.S. State Department and the Iranian deputy Foreign Minister were part of the talks. After objections by some members of parliament in Iran about the lack of information about that important meeting, the committee of foreign relations said that since Pakistan was in unstable political times the U.S. gave given Iran many concessions in order to send its military cargo to Afghanistan through Iran. However, no one mentioned what these concessions were and to whom and in what meeting they were granted.
3.    Cooperation between the USA and Iran in bringing about an Islamic government in Iraq. According to polls after the occupation, the people of Iraq wanted a secular government. Those polls were verified by reputable centres such as Oxford University. However the negotiations and agreements between Iran and the USA resulted in Nouri Al-Malki's rise to power and secular forces were moved to the sidelines. Iran and the USA had three rounds of meetings about Iraq, and at each round, high ranking members of military and security officials participated from both sides. One of those negotiations happened on 29 May 2007 which was reported by Associated Press on 19 May, quoting the Iranian Foreign Minister in Pakistan.
Meanwhile in the media, both sides were accusing each other of not cooperating on the security issues in Iraq. However, the cooperation of both sides resulted in the current Iraqi government's rise to power as well as its stability. Everyone knows that the current Iraqi government is a close friend of the Iranian regime and the majority of its members are people who lived in Iran for many years and no country in the region has as much influence in Iraq as the Iranian government.
4.    In the past three decades Iran and the USA have worked very closely along with the western capitalist world in bringing about religious governments like the aforesaid examples. In all three examples above, if the cooperation between the USA and Iran didn't exist, it would have been impossible for the said religious governments to come to power.  And thus such countries could not have been kept and maintained for the benefit of expansion of international capitals and for the capitalist markets. However, at the same time, Iran itself was not immune in such dealings.
In addition to arms purchased from first and second hand sources, we can point to the examples below regarding the large economic deals in the past few years:
·       Fars News Agency quoting from Magic City: “The American Halliburton Oil Company has sold 40 million dollars worth of refinery equipments to Iran despite the U.S. economic sanctions against Iran. After the economic sanctions were passed against Iran, Halliburton started to create foreign subsidiaries in order to be able to circumvent the embargo rules. This was because the sanction rules only applied to American companies and did not bar foreign companies from dealing with the sanctioned countries. William Thompson, the New York inspector questioned Halliburton on its dealings with Iran. However, the heads of Halliburton believe their activities in Iran did not break any US laws.”
The vice-chair and the CEO of Oriental Kish Corporation and Dick Cheney, the former Vice President of United States were two key players in facilitating the Halliburton-Oriental deal in Iran. Dick Cheney's trip to Iran in 2000, which was made to pave way for the Gas and Petroleum contracts in Iran, was kept secret for many years. But the main story began when Halliburton won the bid to drill for the South Fars Oil Field back in 2002 – a lucrative deal according to which the company was contracted to dig 12 wells in phases 9 and 10 of the South Fars Fields, and it was expected to find Oil by 2007 in two land and sea sections and to extract 50 million cubic meters of natural gas and more than 400 tons of sulphur from those locations.
Of course Halliburton was not alone in this deal. The Halliburton and Oriental consortium was the joint winners of that contract. The story got even more interesting; Halliburton had suggested $23 million for the wells and was asking for $282 million in total, however, the government of Iran at the time – which as the client should have suggested less– gave the consortium $360 million dollars in the final version of the contract.
·       The contract to assemble 55000 Chrysler automobiles while that company was on the verge of bankruptcy. It was reported that a number of high ranking deputies from the Revolutionary Guards Corp. had gone to Dubai to meet with the American company – with the help of a number of International brokers. For this reason, the Dubai Airport and the city were in a security lock-down. According to some report the Iranian military delegation came to a preliminary agreement with Chrysler which was the biggest help possible to Chrysler at the time of its bankruptcy.
In those negotiations the Revolutionary Guards Corp. commanders announced their approval – in the name of the SAIPA Company – for the purchase of 55000 Chrysler automob
London Corresponding Committee, publishers of The Hobgoblin
Other international Marxist-Humanists from Canada, India, and West Africa

The protests over the blatant theft of the June presidential elections have touched off the biggest crisis
for the Islamic Republic of Iran in over two decades. Since June, millions of people have taken to the
streets to decry the blatantly fraudulent re-election of Mahmoud Ahmadinejad, especially youth,
women, workers, and intellectuals. Chanting “Death to the Dictator,” they continue to do so in the
face of beatings, arrests, imprisonment, show trials, torture, and rape.
On June 15, up to 3 million protestors filled Tehran’s Azadi Square. Since then, very large gatherings
have been harder due to the beatings and murder of demonstrators. This became evident after the mass
confrontations of June 20, which pitted protestors, many of them from the working classes, and Basiji
militia brought in from the countryside in large numbers.
Nonetheless, very large public demonstrations have been taking place at regular intervals. Hundreds of
thousands turned out on July 17 during Friday Prayers at Tehran University, taking advantage of the
fact that the sermon on that day was being given by the influential Hashemi Rafsanjani, who has
become increasingly critical of the regime and its repression. Another extremely large gathering took
place at Behesht-e Zahra Cemetery on July 30, as demonstrators carried out the Shia ritual of mourning
the dead after 40 days. Most notable here was the student Neda Agha-Soltan, murdered by a Basiji on
June 20. Although the regime has tried to avoid large opposition rallies through the cancellation of big
public events, on September 18, a day of support rallies for Palestine, huge numbers of pro-democracy
demonstrators took over the streets in parts of Tehran.
The Islamist oligarchy that has run Iran since 1979 is itself divided as never before. On the one side
stand the most reactionary fundamentalists like Ahmadinejad, as well as the more powerful Supreme
Religious Leader Ali Khamenei, hardcore elements of the repressive apparatus (Revolutionary Guards
and Basiji), and the judiciary. On the other side are ranged several important Islamic Reformist
figures, especially presidential candidate Mir Hussein Moussavi, the feminist academic Zahra
Rahnavard, the immensely popular former president Muhammad Khatami (1997-2005), and
presidential candidate Mehdi Karroubi, as well as pragmatic conservative Hashemi Rafsanjani, and a
number of other prominent clerics, most notably Grand Ayatollah Hussein Montazeri. These divisions
have only deepened since June, with the elite opposition showing no signs of backing down.
Not only does this constitute a gaping contradiction at the top of the regime, but it has also, in
dialectical fashion, created in turn an equally contradictory situation for the mass democratic
opposition movement. On the one hand, this split at the top has strengthened the hand of the mass
movement, giving it a certain protection and a greater chance to manifest itself publicly. On the other
hand, the Islamic Reformist leadership of the movement has also served to restrict its development.
Take the example of Karroubi, in some ways the most intransigent and courageous of the Islamic
Reformist leaders, a man who has publicly exposed torture and rape within the prisons. Yet Karroubi
has also made it clear that he wishes to reform those structures, not overthrow them. Thus, even as his
office was raided and closed in September, Karroubi expressed not only his opposition to a revolution,
but also to a general strike. As result of their history, their social position, and their mindset, people
like Karroubi are incapable of breaking with the regime that produced them.
While the Reformist leadership may want to preserve the Islamic Republic in some form, the logic of
events may be moving in a different direction, toward a fully revolutionary upheaval. A lot will
depend on whether the working classes – whose legitimate struggles to form independent trade unions
have met with severe repression, and who are also experiencing starvation wages, nonpayment of
wages, and unemployment -- come out in greater numbers and in an organized fashion.
The presence of huge numbers of women in the anti-regime demonstrations, and the way in which the
martyred Neda Agha-Soltan has come to symbolize the entire movement, show that the rebellion is
fueled by a striving for new human relations with gender relations as the flashpoint of the struggle.
As Marxist-Humanists, we solidarize with the Iranian people in their hour of struggle, but we do so on
an independent basis, sometimes in conflict with the positions taken by other socialists and Marxists.
Many members of the global Left – intellectuals, feminists, trade unionists, and socialists -- have given
principled support to the Iranian movement. They have also made clear their firm opposition to any
imperialist intervention in Iran, whether by the US or Israel. Unfortunately, some parts of the global
Left have betrayed the Iranian people in their hour of need by supporting Ahmadinejad, among them
Venezuela’s Hugo Chavez and the Marxist journal Monthly Review. These leftists claim that since the
regime is resisting Western imperialism, it is deserving of our support. They have also dismissed the
mass actions of Iran’s youth, women, workers, and intellectuals as an isolated middle class movement.
We condemn these falsehoods that serve to mask the oppressive and exploitative reality of the Islamic
Republic of Iran.
Within the Iranian left, no important tendency has excused the regime or failed to support the
democratic movement. A few have done so in a sectarian fashion, however, to the point where they
portray the Islamic Reformist leadership as nearly indistinguishable from the most reactionary
elements of the regime like Khamenei or Ahmadinejad.
A larger group on the Iranian left has limited its solidarity to human rights and democracy without
delving into the question of social revolution. This is connected to the frequently expressed sentiment
in Iran that after the experience of the 1979 revolution, “We don’t want another revolution.” Because
of the oppressive reality that came in the wake of 1979, the gnawing question of what happens after the
revolution has become so concrete that it is a social fact weighing on the present. At the same time,
since the overall situation – repression, authoritarianism, and severe unemployment for youth, women,
and the working class – has become intolerable, what then? As Asef Bayat, the author of studies of the
Iranian working class, has noted: “For now, the movement is decidedly against a revolution. But
revolutions do not announce their arrival in advance.... The future will tell if the regime will not turn
these reformers into revolutionaries.”
To the global left, we urge support for the Iranian youth, women, workers, and other citizens in their
freedom struggles, at the same time as we combat imperialism. Do not be taken in by the reactionary
form of anti-imperialism of Ahmadinejad and Khamenei!
To the Iranian people, we pledge our opposition to US or Israeli intervention and our firmest solidarity.
To our Iranian comrades on the Left, we express the hope that they will neither isolate themselves from
the masses nor stop short at the mere reform of the reactionary regime.

-- US Marxist-Humanists
-- London Corresponding Committee, publishers of The Hobgoblin -
-- Other international Marxist-Humanists from Canada, India, and West Africa
September 18, 2009
Translated by Frieda Afary

Translator’s note: Fuad is a young activist/intellectual and blogger. In his recent blog entry, he objects to an older Iranian leftist intellectual who calls Ahmadinejad’s supporters the “youth of the lower depths.” Fuad describes his own view of the class and social composition of the protests that have taken place in Tehran after the fraudulent June 12, 2009 election. Excerpts follow:

. . . As against all the myths circulating among analysts of all persuasions, I dare say that the main body of this movement consists not of the upper-middle class and the bourgeoisie, but the lower-middle class and “working class individuals” and the poor. (Later, I will explain why I say working class “individuals.”)

I don’t deny that a middle class leadership initiated the protest movement. But the body of the movement consisted of working class “individuals” and the poor. And as time passed, the movement consisted more and more of working class “individuals” and the poor, and moved toward south Tehran neighborhoods.

To prove this claim, one only needed to be present at the recent protests. This fact could be clearly comprehended. That is why I would like to review the recent demonstrations briefly. . .

During the first two days (June 13 and June 14, 2009) there were sporadic protest in all of Tehran’s neighborhoods. All social and economic classes participated. Of course protests were mostly taking place in central and north side neighborhoods. The upper- middle class was present at these protests. But the youth of south Tehran were also demonstrating in central and north side squares, if not in their own neighborhoods. I dare say that it was the youth from Afsarieh, Nazee Abad, Javadieh . . . who started throwing stones at the anti-riot police at Vanak Square. . .

During subsequent days, the situation was different. On June 15, over a million attended the protest from Imam Hussein to Azadi Square. On June 16, a million attended the protest from Vanak Square to Iranian Television and Radio Station Headquarters. On June 17, a million attended the protest from 7th Tir Square to Revolution Square. On June 18, a million attended the protest from Imam Khomeini Square to Revolution Square. I dare say that these four protests that involved millions, were some of the wonders of the world of politics, wonders that are unique to Iran. These demonstrations reflected a popular movement which cut across classes. All classes participated. All economic and ethnic groups were present. There were equal numbers of women and men. All age groups were present. The interesting point was that although the protests were silent, all participants had the equal and unlimited right to write their slogans on placards which they carried. No one objected to anyone else’s slogan. This was the greatest practice of democracy on the streets.

But the main issue is that when these protests were met by attacks from pressure groups or what our so-called leftist intellectual interpreted as the “youth of the lower depths” –of course in “plainclothes” [reference to plainclothes policemen] — it was the poor youth of south Tehran who fought back. . .

At the June 16 demonstration at Vanak Square, when those same “plainclothesmen” or what the so called leftist intellectual likes to call “youth of the lower depths” attacked the people, I personally witnessed that it was once again the youth of south Tehran who faced the bullets in order to allow the elderly women and men to withdraw and not become victims of the axes, truncheons and bullets of the “youth of the lower depths” in “plainclothes.”

Luckily no violent episodes took place in the other two demonstrations that involved millions.

But the real story of the participation of the “working class and poor individuals” began on June 20. As we all know, that demonstration was of a different kind.

The commander in charge of those “youth of the lower depths” in “plainclothes” had issued the attack order. This time the issue was whether you were “present on the street or not.” Leaders of the upper class kind withdrew and took back their call to protest. They asked people to stay home or stay quiet. The ones who were willing to give up their lives in order to stay on the streets, were those who had nothing to lose but their chains. These were the youth of south Tehran and “working class individuals.” Of course I have to admit that the crowd included youth from north Tehran whom I salute for their honor.

After June 20, people’s presence on the street changed. The slogans became more radical and everything became more serious. Based on testimonies from those who were on the streets and in the areas where the major confrontations took place, this time the movement had moved to south Tehran. The main confrontations took place in Sattar Khan, Towhid, Navab, Jomhuri and . . . which are lower-middle class and lower class areas of town.

After June 20, those “youth of the lower depths” in “plainclothes” no longer dared to confront the protesters without being mounted on motorcycles and without support from forces that were armed from head to toe. Despite all the propaganda that the rulers’ media and ideological apparatus had drilled into their heads, they knew that they were not dealing with a bunch of weakling, rich, and westernized youth. They were faced with the “real youth of the lower depths.” . . .

The protesters are young women and men. They are “unemployed, students and wage earners.” They are middle-aged women and men who are breaking under the heavy weight of life expenses for themselves and their families. They are in pain and screaming to the heavens. Even if they “dress well, speak well, don’t have calloused hands, live a modern life, speak a foreign language, smell like perfume, are internet and media savvy, enjoy poetry and music, enjoy dancing, enjoy modern Western culture, enjoy Michael Jackson, Madonna and Sasy Mankan, etc . . .” they are part of the working class. They are either “wage earners” and thus workers or will be “wage earners” in the future because they are “unemployed” or “students” ! ! !

Our dear intellectuals who still act like “leftists,” have a problem. They have turned leftism into a religion. A religion that has certain rites. These rites begin with insulting the U.S. and the West. They include mythologizing the worker. These rites equate a modern lifestyle to being too westernized and Americanized and sissy. They classify anyone in this category as part of the “velvet revolution.” They ignore the fact that the youth who are screaming in the streets and demand an honorable modern life, are mostly from the lower-middle classes. The problem is not that the working class and the poor are supporters of Ahmadinejad and do not protest. The problem lies in the definition and typical outlook propounded by the so-called leftist intellectuals. These gentlemen still define a worker as someone who is “ugly, has calloused hands, is dishevelled, foul-mouthed, lumpen, backward, uncultured, unfamiliar with the internet and satellite T.V., sexist, listens to the music of Ahangaran [reference to Sadeq Ahangaran’s lyrics about war and mourning], rides a motorcycle, smells like alcohol, onions and rose water” . . .Therefore they have the illusion that truncheon bearing, motorcycle riding “plainclothesmen” are the “youth of the lower depths.” . . .

Unlike these friends, I do not want to have any illusions. Therefore, I have to confess that the “working class” has not yet entered the scene as a class. In reality, it is “working class individuals” who have entered the scene. That is why I have often used the term working class “individuals” in this text. The working class has not yet entered the scene with its own class perspective. . .

July 14, 2009

www.peykarandeesh.org